vendredi 23 février 2007

الفلسفة الماركسية: سلسلة مواضيع-2

2- مفهوم الأسلوب: الديالكتيك و الميتافيزيق

إن الأسلوب (الطريقة): هو طرق الوصول إلى الهدف و مجموعة المبادئ المحددة و الأساليب النظرية للبحث و النشاط العلمي .

و بدون الاعتماد على أسلوب معين فان أية مهمة علمية أو عملية لا يمكن حلها.

مثال: إذا أردنا معرفة التركيب الكيميائي لمادة ما، فمن الضروري معرفة أسلوب التحليل الكيميائي (وذلك للكشف عنها بالكواشف الكيميائية اللازمة، تم تحليلها إلى عناصر أولية، و نبين خواصها الكيميائية.... ).

إن وجود أسلوب محدد و معين هو ضرورة كذلك في دراسة الظواهر الفيزيائية و البيولوجية و كل الظواهر الأخرى. غير أن الأسلوب ليس مجرد جمع ميكانيكي لهذه الطرق الدراسية، بل انه يتعلق إلى درجة كبيرة، بطبيعة هذه الظواهر و القوانين الملازمة لها.

الفلسفة العلمية تعمم منجزات العلوم و النشاط التطبيقي للبشرية قد أعدت الديالكتيك المادي كأسلوب للمعرفة. انه يعطي المفتاح ليس فقط لفهم بعض الجوانب المنفردة من الواقع، و إنما كل الميادين الطبيعية و المجتمع و الفكر دون استثناء، لفهم العالم ككل.

· أصل كلمة ديالكتيك (Dialectique) : هي كلمة ذات أصل إغريقي قديم، تعني القدرة على الخوض في النقاش و الوصول إلى الحقيقة عن طريق كشف التناقضات في أقوال الخصم و التغلب عليها، وبعد ذلك صارت تعني أسلوبا لمعرفة الواقع.

الديالكتيك الأسلوب العلمي الوحيد لأنه ينظر إلى العالم في حركته الدائمة و تطوره، ينظر إليه كما هو في الواقع.

يقول انجلز: «لا يوجد بالنسبة للفلسفة الدياليكتيكية شيء قائم إلى البد، بدون شرط....فعلى كل شيء، و في كل شيء ترى الفلسفة الدياليكتيكية طابع الانحلال و لا يمكن – بالنسبة لها – بقاء شيء سوى عملية الظهور و الزوال الدائمة و الصعود الذي لا نهاية له من الأسفل إلى الأعلى».

في شرحه لعملية التطور ونضال الجديد ضد القديم و حتمية انتصار الجديد فانه يخدم بذلك القوى التقدمية في نضالها ضد العلاقات الاجتماعية التي ولى عنها زمان و الطبقات الاجتماعية الرجعية.

الأسلوب الذي يعارض جذريا أسلوب الدياليكتيك المادي هو الميتافيزيق. وقد ظهر الأسلوب الميتافيزيقي في دراسة الظواهر في أول الأمر في العلوم الطبيعية ، وخلال القرنين 17 و 18 انتشر إلى الفلسفة. كان الميتافيزيق ينكر التطور و يفهم انبثاق الجديد و الحركة كتغير بسيط في المكان، ولكن مع تطور العلوم و التقنيات لم يعد في الإمكان إنكار التطور فلجأ الميتافيزيق المعاصر إلى تشويه جوهر التطور، معتبرا إياه مجرد زيادة أو نقصان في الكمية، و تكرار بسيط لما هو موجود دون ظهور جديد.

الميتافيزيق ينكر التناقضات كمصدر للتطور.

الميتافيزيق بإنكاره للتطور و نضال الجديد ضد القديم، و حتمية انتصار الجديد فانه أداة في يد القوى الرجعية حيث تستخدمه في النضال ضد كل ما هو تقدمي.

[يتبع]

Aucun commentaire: